الجمعة، 22 نوفمبر 2013

شاطيء غرامي


 

تلك الرمال تذكرني
بحماقتي في هواها
بلهفتي حين ألقاها
بغروري حين أملكها
وبغربتي ....
حين يغيب عني سناها



هي طفلة مني أحسها
في طيشها وجنونها
وحين تبني على الرمال قصورها
وحين يختلط البكاء بضحكها
أهيم على وجهي مسرعا فأضمها
لكنها تفر مني هاربة ..
إلى البحر حيث يناديها
فتأتيه .يلاعبها وتلاعبه
ويبلل ثوبها ومن ورائه شعرها
 فتنأى عنه وتلوي شفاهها
وتأتي من جديد حيث رمالها
وقلبي الذي ضنت عليه بضمها

فاسترسلت أنشد:ـ
أيا رمال قد شَهدتِ يوماً غَرامي
حين رأيتُها تخطو أمامي
شاردة الذهن تسير وحيدة



فاستسلمتْ جوارحي تعلن انهزامي
 كأن الصدر به علة..
 أو كأنني محمومٌ بأوهامي
وكأن الروح لم تفارقها
 وعزفت بقربها ميلاد أيامي
 فعن بُعدٍ صرتُ أتبعها


دون أن تلحظ وجودي أو تحس آلامي
حتى إذا بيوم غافلتني معها أحلامي
فصرت في سباتٍ ..
غير أن فراشةً هامت على خدي
فهممتُ بلمسها فإذا بيد حبيبتي
التي رعت فوق عشبي
 وشاركتني حلو منامي
فخشيتُ أَنْ أُوقِظُهَا

 فَباَدَرتني  مُعَاتبةً:ـ


غفوتُ عنكَ بلحظةٍ
فصرتَ تهجو صفو الغمامِ؟!!
وأنت من جهلت بالأمس عشقي وهيامي
فأخفيتُ عَنْكَ جِرَاحِي ولمَ أُبَالِي
.... ما صَنعتَ بقَلبي مِن حُطامِ
ودنوتُ منكَ أُطَارِحُكَ الحلمَ
ولذةَ التجوالِ بالأوهامِ

فَأَجَبْتُهَا:ـ

كَيف لِعَيني أَن تَرى غَير شمسك بسمائي؟
أَو تَرتَوي رُوحِي إذا لَم يحلْ طَيفُكِ بمسَائِي؟
لكنك نأيتِ بعشقك ولم تُفصِحي....
وأنا أحترق بلظى خلفها شاطئ غرامي
فلا تلوميني ونحي عنا العتاب
فقد بلغتُ اليوم بقربك كل مَرَامِي


13-4-2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق