زائرُ الليل

 

يُطَارِحُني الليل ُ بِحزنهِ

ويُرَاوِدُ قَلْبي فَيِأْتِيه

فَــ يَهِمُّ بِغَرْسِ مَخَالِبهُ

وَ بِعَينهِ شَوْقَاً يُخْفيه

أَتَخفَّى بَينَ سَدَائِلَهُ

والضَّعفُ منِّي يُدْنيه

فَأراهُ يَرمي حَبَائلَهُ

بِعناقٍ مِنْ كِلتا يَديْه

قَدْ لَمَحَتْ نَفْسِي بَواطِنَهُ

زالخُبْثُ خَرَجَ مِنْ فِيه

ذَمِيمةٌ هي شَمَائِلهُ

وَ مآسِينا مَا عَادتْ تُرْضيه

قَدْ كُنتُ اليوم أُسَائِلهُ

بُعْدَاً فالقلبُ فيهِ مَا فِيهِ

ياحُزنَاً بِتُّ أُعَلِلهُ

ولَا أمرٌ عَنَّا يُثنِيه

كَحبيبٍ ضَلَّتْ رَسَائِلَهُ

فأقامَ العُمرَ بِواديه

فارحلْ يَا مَنْ جَفَّتْ خَمَائِله

ومَا لَهُ مِنْ شَيء يَجنيه

فإن ْ كُنْتَ في الليلِ أَوله

فَبُزوغ الفجرِ سَيُنهِيه



لَغيركَ لن أكون



 لِغَيرَكَ لَنْ  أكونُ. ِلغَيرِكَ لَنْ  أَنْتَمِي

فَدرْبٌ مِنْ الْجُنونِ أَنْ يَحْتَلُّ غَيرُكَ دَمِي

مَن يُمَنِّيني رِضَاهُ أَوْ مَنْ بِقَلبِهِ أَحْتَمي

 

مَنْ ذَا يَسْكُنُ سَمَائِي أَو يُبَدِدُ عَنْهَا الأَنْجُم

 

 

 منْ يُنَازِعُني َهوَاكَ حَتْماً تَطُولَهُ أسْهُمِي

 

لِغَيرِكَ لَنْ أكونُ. ِلغَيرِكَ لنْ أَنْتَمِي

إنْ بَعْثَرتْنِي ذِكْرَى أَوْ هَاجَنِي الْحَنِينْ

 

  فَلَيسَ غَيرُ أيكِكَ بِه أَسْتَكِينْ 

 

  وليسَ غَيرُ طَيْفِكَ َوإِنْ كَانَ حَزِينْ

أَصْبُو إِليهِ دَوْمَاً وَتَأْخُذُنِي الْفُتُونْ

فَإِنْ أَصَابَني وَهنٌ أَوْ ضَعْفٌ وَلِينْ 

أَو مَزَّقَتني مِحَنٌ مِنْ حِينٍ لِحينْ

 

فَقَطْ بِهَوَاكِ وَحْدَهُ بَعْدَ رَبِّي أَسْتَعِينْ

وَقَلْبي عَلَى الْعَهْدِ بَاقٍ وَفيُّ أَمِينْ

لَحْنُ الْحَيَاةِ بُكَاؤهُ يَكْوِي أَعْظُمِي

كلَّمَا عَرْبَّدَ الشَّوقُ قَالَ :ـ لَنْ تَسْلَمِي

فَأَفِرُّ مَذْعُورَة ً مِنْ حُلمٍ إِلَى حُلم

تَصْفَعُنِي أَوْهَامٌ وَتَزيدُ مِنْ سَقَمِي

فَكَيْفَ لِغَيْرِكَ اَكُون أو لغيرِكَ أنتمي؟

لن تهزمني ذكراه

أشباح الليل تباغتني

فـــ  أفرُ بضعفٍ يربكني

وبرجفة تسري بأوصالي

تستبقُ الخوف إلي قلبي

كلاهما يحتل شراييني

كلاهما يستصرخ روحي

وأحاول عبثاً أن أهرب

لكن الشوقَ يُداهمني

يسألني إلى أين سأرحل ؟

فأسكن أودية الصمتِ

والصمتُ يفرُّ إلي شَوقي

واللهفةُ منه تُناديني

فَيخِرُّ القلب منهزما ً

تؤلمه الذكرى وتبكيني

مابين برائن ضعفي 

وتأوه نفسي ويقيني

أعيشُ اليومَ بلا روحٍ

يقتات الحرمان  كياني

يستسقى من فيض دموعي

وأنا بالله أرجوه...

  ما بين الحين والحين....

لعل الشوق يفارقني

أو ترحل ذكراه  وتنساني

فكيف مع قدري ألهو...

كما تلهو معنا الأقدار ؟

أو أستأخر ساعة من موتي

إذا ما الموت آتاني؟؟

فــ  لتعبث  أشباح الليل 

وليأتي الشوق  بهذيانٍ

لكني أبداً لن أُحيي ..

صبايا العشق بوجداني

 



نبــضةٌ تحتضر

قلبُ الفراقِ ..قاحلةً  تُربَتُه ..

نزفٌ من الأوجاعِ تُزِيدُ مُلوحَته

هَشَّةٌ هي الروحُ وقَدْ حَانَ خَرِيفُها

فلتسقط في وهنٍ يغلُّها صمتها

دبيباً  خافتاً أسمعُ  هَمْسَهُ

لِنَبضةٍ تَسْتَفِيقُ وَتَبحثُ في ألمٍ

عن ثغرٍ للحياة منها تُولَدُ

وليسَ غيرُ اليأسِ يَسْكُنُ  وَرِيدُهَا

فَتَمْتَدُّ  َيدُ الوَهمِ في ثباتٍ  تُغِيثُهَا..

َوعَينُ الرَّجَاءِ مِنْهَا تُلْهِبُهُ

يَسْألُهَا  البَقاء وَالخوفُ يَمْلِكُهُ

فَتَبكي حَنِينِاً يَفِيضُ بِدَمْعِهَا

وتَرنُو في ذُبولٍ  ِلترَوي  سِرَّها

أَلَا تَبَّاً للفراق حينَ يَحْكُم قَبْضَتِه

وَيُعَانقُ فِينَا كُل الجروح

وَيتركُنَا في ذُل ٍ لِشوقٍ مَرِير

ويَنْأَى وقَدْ بَثَّ فِينَا الجُمُود

 

ألا ليتَ  ليلَ الأمَاني يطُول

وفَجرُ الفُراقِ عَنَّا يحيد

أُيَمِمُ وَجهي نَحوَ السَّماءِ

وأَنسُجُ مِنَ الوّهمِ قَلْبَاً جديد

لكني  أخشَي  الرَّدَى  في المْسَاءِ

وَقَدْ هَبَّتْ رِيَاحَهُ فِيْنَا  تُبِيدْ



عيناكِ في عيني



عيناك في عيني

والنبض في روحي

والوجد يسكنني

والهمس يشجيني

سحرك يجذبني

والشوق يقتلني

رحماك يا عمري

إن شئت تحييني

إن منك تدنيني

وإن شئت تفنيني

إذا عنك تنفيني

سألتك قرباً

فهل تلبيني؟

وسألتك حباً

فهل ترويني؟

رحماك يا عمري

طيفك يناديني

أضاحكه ويبكيني

شوقا وحرمانا

ألمسه فينهرني

ويأتيني غضبان

إني أمازحه

فلا تلوميني

قد كنت أسمعه

من  نبضي ألحان

رحماك يا عمري

 

زارني بالأمس طيفك

زارني بالامس طيفك

قلت :ـ مَـنْ

قال:ـ نصفك أو إن أنصفتني

قل . إني كلك

قلت :ـ وماذا تركت لي؟

قال:ـ سحرك وجمال لحظك

فقلتُ:ـ وماذا أخذت مني؟

قال :ـ الرد الآن عندك

قلتُ :ـ ألا عذرتني وتوليت الأمر عني

قال:ـ وهل رحمتني وأذعت سرك

قلت:ـ وكيف لا وأنت مني؟

قال:ـ إذا أنطق بها

قلت:ـ ومن أين لي بحروف تحكي عني؟

غير شوق يتبع ظلك

فتبسم وقال :ـ زيديني

قلت :ـ طمعك هذا يغريني

لكني أخشى أن تغرق

وتضل سفينك وسفيني

قال:ـ أبدا لا تخشى

فالنبض منك يسكنني

والعشق يشكل تكويني

--

زارني بالأمس طيفك

حاملا لي كل ودك

هاتكا ستر الشوق عني

فعدوتُ علي أخفي

ما بدا من بعض ضعفي

فتبسم ضاحكا :ـ

آلآن جئت؟!!!!

فوقفت وتلفتُّ حولي

حينها أدركتُ أني

 كنتُ اعدو للقرب منك

3

زارني بالأمس طيفك

حانيا حلو بهي

كالنسيم كان همسك

يشدو للحب معي

فأنكرت عليه بعدك

فتباكي يزدري

أن خلي عني ظلمك

كيف أنأىِ وأنتِ في كل حين معي؟!!

4

زراني بالأمس طيفك

فبكت عيني تناديك

أين من كان بالأمس قربي؟

أين ولت عني لياليك؟

أين روحي . أين قلبي؟

توقفت ساعات  الليل وماضيك

رائحة الشوق تطل برأسها

تسري  برودتها بنبض يغليك

فيجافي النوم هدبي

حين تأتيني ذكراك  بعطرها

تشتت  النفس في كل دربِ

لعلها تحييني  بلحظها

وتلبسني ثوب  الشباب من بعد شيبِ

ثم تنقض بغدرها تفتك بي

و تأبى الاتفارق واديك