يا صَديقي لا تَلُومَني إنَّه مَحضُ خَيالٍ
فِيه أُحَرِرُ دَمْعِي وَأُطلِقُ آَهَاتِيِ
وفيهِ أُسْكِنُ وَجَعِي وَأُعَلِّلُ جِرَاحَاتِي
وفيه أَنْفُثُ بَعْضَاً مِنْ لَهِيبِ مُعَانَاتِي
فَهمُومِي كُثرٌ كَالْجِبَال
يا صَديقي لا تَلُومَنِي فِإنْ بِي سَقَم مبرح
وقسوة جَوى تَشْتَعِلُ نَاره بَيْنَ جَوَانحي
وأشواقٌ تَهْتِكُ سِتْرَ الْقلبِ فَلا تَمِلُّ مِني ولا تَبرح
ونَزفُ روحٍ وعذاباتُ صبرٍ مترنح
فلا أجدُ غَيرُ قَلمي الْذِي يُجِيدُ البوحَ لصمتِ جُرْحِي
يا صديقي إنها ذِكرَى تَهِيمُ بِي بَيْنَ المُنَى والمنَايا
فَتَرِوينِي حِين يَظْمَأُ قَلْبِي وَتُؤْنِسُنِي حينَ يُصِيبُنِي رَجعُ صداي
وتَعزِفُ لَحْنَاً يَُسَرِّي عَنِّي وَتُلْقِي بِقُبلَةٍ عَلى شَفَتَاي
وتَبْعَثُ بِالنَّفسِ أَمَلَاً جَدَيدَاً وَتُلَمْلِمُ مَا بِي مِن بَقَايا
إِنَّهَا مَحْضُ ذِكرَياتٍ تَلهو فِيهِنَّ كُلُّ الصَّبَايا
يا صَديقِي سَلْ مُعَذِّبِي مَا جَنَاهُ مِنْ شَقيِّ وَاجِم!
لِمَ لَمْ تَشْفَعُ عِنْدَهُ دُمُوعِي وَلِما لَمْ يَكُنْ لِي بِِرَاحم؟
يَرَانِي عَلى الْجَمرِ أَسيرُ وَهوَ لَيسَ بِنَادِم
وَكأنَّهُ يُنْصِتُ لِعزفٍ شَجيَّ حِينَ يَرِانِي فَيَتَبسم
واليوم أَرَى اللومَ فِي عَيْنَيكَ وَإِنْ أَتْقَنْتَ التَّكَتُم
فَدَعْنَّي وَنَفْسِي نَمْرَحُ بَيْنَ خَيالٍ ووهمٍ
وَخَلِّ الجفنَ يَلْهُو بَيْنَ أَكَاذِيب ذِكرَى وَحُلمِ
1-6-2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق