الجمعة، 22 نوفمبر 2013

قــيد خداعــها



 صمتَتْ إلا عن دموعٍ قد أذرفَتها

من عيون ما رأيتُ مثل وقاحتها

تبتسم بشفاه قد صبغتها

ببسمة صفراء تخفي دمامتها

امرأة فاقت في خستها

غي اللعوب والغواني من رفيقاتها

تظنون أني قد أسهبتُ في إساءتها؟

لو تعلمون القليل عنها لتمنيتم قتلتها

لها قلب يرتع فيه  كل الرجال

تصيد هذا بنظرة وتجذب هذا بخال

و التغنج لها فيه باع من الاحتيال

كل من أحبها يقسم أنها غاية في الجمال

وأنها تملك من الرقة الكثير ومن الدلال

وأنها ملكا له وفي أخلاقها لا جدال

بريئة كطفلة ـ وديعة كزهرة ـ رشيقة كالغزال

وهي في حقيقتها دميمة الخصال

أنا لا أريد أن يقام عليا حد القتال

ولا أنا أقذف محصنة بباطل الأقوال

إنما أنا قيد شراك قد أوقعتني فيه تلك الماكرة

كم أمضيت في حبها سنوات مرت كالخيال

كم  تظاهرت أن قلبها راسخ فيه حبي كالجبال

وما أن عصفت رياح شكي حولها

حتى رأيت كل شيء منها قيد الزوال

كل حروفها أكاذيب ومشاعرها محض انفعال

جذور هواها تسرطنت بها قلوب الرجال

ربما اكتشفوا مثلي خداعها

ربما ثاروا على كل أوضاعها

لكن البعد عنها درب من المحال

مازالت ترمقني في صمت  وهى تبكي

فسألتها في كمد:ـ أي امرأة أنتِ...؟؟

فأجابتني بصوتٍ خافتٍ:ـ

كيف لا تعرفني وقد شغلتك وأنا إلى فناء

ألم تسمع يوما أن الغواني يغريهن الثناء؟

فأسرفت في تدليلي واللهث ورائي والاشتهاء

فما جرمي إلا أنني ناديتك فلبيت النداء

ومازحتك فكنتُ نهرك الذي ترتاده للارتواء

وما أن رأيتَ غيرك يعشقني حتى صار البلاء

وصرتَ ترشقني بكل حماقة وغي وغباء

وما سألتني يوما عمن أحب يا سيد العقلاء

والآن تسألني :ـ من أنا..؟؟

أنا الدنيا التي ملكت عليك  قلبك

وعقلك ونفسك  البلهاء

فهل يصدق عاقل  دنيا

 أو يطمع منها  في بقاء؟

 5-1-2011






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق